الذكاء الاصطناعي وعلم الوراثة: نهج جديد لتقييم مخاطر الأمراض

في عصر التكنولوجيا الحديثة، يلعب الذكاء الاصطناعي دوراً مهماً في مختلف المجالات، لا سيما في مجال الطب. في هذا المقال، سوف نستعرض دراسة حديثة أجراها فريق من الباحثين في مدرسة إيكان للطب في ماونت سايناي، حيث تم استخدام الذكاء الاصطناعي لسبر أغوار الجينات وتقييم مخاطر الأمراض.

مقدمة عن الدراسة وهدفها

تسعى الدراسة إلى حل مشكلة التقييم الدقيق لمخاطر الأمراض الوراثية. باستخدام الذكاء الاصطناعي والفحوصات المخبرية الروتينية، مثل مستويات الكوليسترول وتحاليل الدم ووظائف الكلى، يسعى الباحثون إلى تقديم رؤية أكثر دقة ومدفوعة بالبيانات لمخاطر الأمراض الوراثية.

تم نشر تفاصيل هذه الدراسة في العدد الإلكتروني لمجلة Science بتاريخ 28 أغسطس. يهدف النهج الجديد إلى تجاوز القيود التقليدية للدراسات الوراثية التي تعتمد على تشخيص بسيط بنعم أو لا لتصنيف المرضى.

استخدام الذكاء الاصطناعي في فهم الطيف الوراثي للأمراض

تشير الدراسة إلى أن العديد من الأمراض مثل ارتفاع ضغط الدم والسكري والسرطان لا يمكن تصنيفها بسهولة ضمن فئات ثنائية. لذا قام الباحثون بتدريب نماذج الذكاء الاصطناعي لقياس المرض على طيف، مما يوفر فهماً أكثر دقة لكيفية تطور مخاطر الأمراض في الحياة الواقعية.

يوضح الدكتور رون دو، المؤلف الرئيسي للدراسة، أن استخدام الذكاء الاصطناعي مع البيانات الطبية الروتينية يمكن أن يوفر تقديراً أفضل لاحتمالية تطور المرض لدى الأفراد الذين يحملون متغيرات جينية معينة.

تطوير النماذج وتطبيقها على الأمراض الشائعة

باستخدام أكثر من مليون سجل صحي إلكتروني، طوّر الباحثون نماذج ذكاء اصطناعي لعشرة أمراض شائعة. تم تطبيق هذه النماذج على الأفراد الذين لديهم متغيرات جينية نادرة، مما أنتج درجة بين 0 و1 تعكس احتمال تطور المرض.

تشير الدرجات العالية إلى أن المتغير قد يسهم بشكل أكبر في تطور المرض، بينما تشير الدرجات المنخفضة إلى خطر ضئيل أو عدم وجود خطر.

النتائج المفاجئة والتطبيقات المستقبلية

كانت بعض النتائج مفاجئة، حيث أظهرت المتغيرات التي كانت تُعتبر سابقًا غير مؤكدة إشارات مرضية واضحة، بينما أظهرت أخرى يُعتقد أنها تسبب الأمراض تأثيراً ضئيلاً في البيانات الواقعية.

يؤكد الدكتور إيان فورست، المؤلف المشارك للدراسة، أن النموذج لا يهدف إلى استبدال الحكم السريري ولكنه يمكن أن يكون دليلاً مهماً، خاصة عندما تكون نتائج الاختبار غير واضحة.

الخاتمة

تشير هذه الدراسة إلى مستقبل محتمل حيث يعمل الذكاء الاصطناعي والبيانات السريرية الروتينية جنبًا إلى جنب لتوفير رؤى أكثر تخصيصًا وقابلية للتنفيذ للمرضى وأسرهم عند التعامل مع نتائج الاختبارات الجينية. نأمل أن يصبح هذا النهج وسيلة قابلة للتوسيع لدعم قرارات أفضل وتواصل أوضح وثقة أكبر في ما تعنيه المعلومات الجينية حقًا.

Scroll to Top