التقدم في علاجات التلقيح الصناعي وتقليل الآثار الجانبية

في السنوات الأخيرة، شهد العالم زيادة ملحوظة في استخدام علاجات التلقيح الصناعي، وذلك نتيجة لتزايد التحديات المتعلقة بالخصوبة. في أوروبا وحدها، يتم إجراء مليون علاج تلقيح صناعي سنويًا، بينما في السويد، يصل هذا الرقم إلى 25,000. تُعد هذه العلاجات أملًا لكثير من الأزواج الذين يعانون من صعوبات في الإنجاب، لكن التحديات الصحية المرتبطة بها لا تزال قائمة.

فهم عملية التلقيح الصناعي

التلقيح الصناعي هو عملية طبية تتضمن تحفيز مبيض المرأة لإنضاج العديد من البويضات، والتي تُجمع لاحقًا وتُخصب بالحيوانات المنوية في المختبر قبل أن تُعاد إلى الرحم. تُستخدم في هذه العملية نوعان من العلاجات الهرمونية: البيولوجية والصناعية. ومع ذلك، فإن هذه العلاجات القوية قد تحمل معها آثارًا جانبية خطيرة تتطلب أحيانًا علاجًا مكثفًا.

في السويد، تدعم الحكومة حتى ثلاث دورات من التلقيح الصناعي، ولكن تبقى نسبة الفشل مرتفعة حيث تفشل حوالي 75% من المحاولات، وتختبر 20% من النساء آثارًا جانبية، بعضها خطير. هذه التحديات تُظهر الحاجة إلى اختيار العلاج الأنسب لكل امرأة بشكل فردي.

دور الجينات في تحسين نتائج التلقيح الصناعي

لقد لجأ الباحثون في جامعة لوند إلى دراسة الجينات لتحديد الاستجابة المثلى للعلاجات الهرمونية. شملت الدراسة 1,466 امرأة في مركز الطب التناسلي في مستشفى جامعة سكونا في مالمو. تم استبعاد النساء المصابات بالانتباذ البطاني الرحمي أو متلازمة تكيس المبايض لضمان دقة النتائج.

أظهرت الدراسة أن النساء اللواتي يمتلكن نوعًا معينًا من جين مستقبل الهرمون المحفز للجريب (FSHR) أبدين استجابة أفضل للعلاج الهرموني البيولوجي، بينما استفادت الأخريات من العلاج الصناعي. من خلال معرفة التغير الجيني للمرأة مسبقًا، يمكن زيادة فرص الحمل الناجح.

التطوير التكنولوجي للاختبارات الجينية

رغم أن تحليل الجينات مكلف ويستغرق وقتًا، إلا أن الباحثين طوروا اختبارًا بسيطًا بواسطة مسحة فموية يمكنه تحديد العلاج الأنسب خلال ساعة واحدة. يمكن رؤية النتيجة بالعين المجردة عبر لون وردي أو أصفر.

لقد تم تقديم طلب للحصول على براءة اختراع لهذا الاختبار، كما تم تأسيس شركة Dx4Life AB بدعم من LU Innovation وLU Ventures وSmiLe Incubator بهدف تجاري لتحويل هذا الاختبار إلى منتج متاح في الأسواق.

الخاتمة

في الختام، تمثل هذه الدراسة خطوة كبيرة نحو تحسين نتائج التلقيح الصناعي وتقليل المخاطر المرتبطة به. من خلال التقدم في الفهم الجيني وتطوير الاختبارات السريعة، يمكن تقليل نسبة الفشل وزيادة عدد الأطفال المولودين من خلال العلاجات المناسبة. من المتوقع أن يكون لهذا الاختبار تأثير إيجابي على الصحة العامة وتقليل التكاليف الصحية في المستقبل القريب.

Scroll to Top