الأصول التاريخية لمرض هانسن (الجذام) في الأمريكيتين

يُعرف مرض هانسن، أو الجذام، بأنه مرض مزمن يمكن أن يؤدي إلى إعاقات جسدية، ويُعتقد أنه نشأ في أوراسيا. إلا أن الاكتشافات الحديثة تشير إلى وجود هذا المرض في الأمريكيتين قبل الفترة الاستعمارية بفترة طويلة. في هذا المقال، سنستعرض الأبحاث الجديدة التي تسلط الضوء على الأصول التاريخية لمرض هانسن في الأمريكيتين.

نشأة مرض هانسن في أوراسيا

تُظهر الدراسات السابقة أن مرض هانسن نشأ في أوراسيا، حيث يعتبر ميكوبكتيريوم ليبري الأكثر شيوعًا كعامل مسبب للمرض. تم العثور على آثار هذا المرض في الهياكل العظمية الأثرية في أوروبا وآسيا، مما يشير إلى وجوده منذ حوالي 5000 عام.

من الناحية الجينية، يرتبط مرض هانسن بميكوبكتيريوم ليبري وميكوبكتيريوم ليبروماتوسيس، حيث يُعتبر الأخير نادرًا ومكتشف حديثًا. يُظهر استرجاع ميكوبكتيريوم ليبري من العظام الأثرية في أوروبا أن المرض ربما نشأ في أوراسيا خلال الفترة النيوليثية.

اكتشافات جديدة في الأمريكيتين

قام فريق من العلماء من ألمانيا والأرجنتين بإعادة بناء جينومات لميكوبكتيريوم ليبروماتوسيس من هياكل عظمية بشرية تعود إلى 4000 عام في تشيلي. هذا الاكتشاف يشير إلى أن مرض هانسن كان موجودًا في الأمريكيتين قبل الفترة الاستعمارية بكثير.

بينما كان يُعتقد أن مرض هانسن أُدخل إلى الأمريكيتين خلال الفترة الاستعمارية، يكشف هذا البحث أن ميكوبكتيريوم ليبروماتوسيس ربما كان موجودًا ومستوطناً في المنطقة لفترة طويلة قبل ذلك.

أهمية الجينات القديمة في فهم التاريخ الصحي

تلعب الجينات القديمة دورًا حيويًا في فهم الأمراض التي أثرت على البشرية على مر العصور. من خلال دراسة الحمض النووي للأمراض القديمة، يمكننا كشف النقاب عن قصص الأمراض التي شكلت حياة الأجداد وطرق انتشارها.

استطاع فريق الباحثين بقيادة كيرستن بوس من معهد ماكس بلانك استخدام التقنيات الحديثة لدراسة الحمض النووي القديم واكتشاف الأمراض التي كانت موجودة في الأمريكيتين قبل الفترة الاستعمارية.

الخاتمة

يعد هذا الاكتشاف خطوة هامة في إعادة كتابة التاريخ الصحي للأمريكيتين، حيث يشير إلى أن مرض هانسن كان موجودًا قبل الفترة الاستعمارية بفترة طويلة. بينما لا تزال هناك الكثير من الألغاز حول أصل المرض وانتشاره، فإن الأبحاث الجينية المستمرة قد توفر رؤى جديدة حول تطوره وانتشاره عبر العصور.

Scroll to Top