أهمية التحقق الدقيق في النماذج الهيكلية للبحث الطبي

في عام 2022، نشر فريق من العلماء في الصين نموذجًا هيكليًا لوصف كيفية عمل نطاق NiRAN، وهو جزء حيوي في النسخ الفيروسي لفيروس SARS-CoV-2. كان من المتوقع أن يكون هذا النموذج ذا فائدة كبيرة لمطوري الأدوية المضادة للفيروسات، ولكن تبين لاحقًا أن النموذج يحتوي على أخطاء حرجة.

أهمية الاكتشافات الحديثة

في دراسة جديدة نشرت في مجلة Cell، كشف الباحثون من مختبرات دارست وكامبل في جامعة روكفلر عن الأسباب التي تجعل فهم العلماء لكيفية عمل نطاق NiRAN لا يزال غير مكتمل. توضح هذه الاكتشافات أهمية التأكد من دقة النماذج الهيكلية المستخدمة في تطوير الأدوية، خاصة في مجال صناعات الأدوية المضادة للفيروسات.

وفقًا للدكتورة إليزابيث كامبل، المسؤولة عن مختبر علم الأمراض الجزيئي، فإن الدقة في النماذج الهيكلية أمر حاسم في الكيمياء الطبية، لا سيما عندما يكون الهدف هو مكافحة فيروسات تثير اهتمامًا كبيرًا في الصناعة.

دور نطاق NiRAN في النسخ الفيروسي

يعتبر نطاق NiRAN جزءًا أساسيًا لفيروسات الكورونا بما في ذلك SARS-CoV-2، حيث يساعد على تغطية RNA الفيروسي ليتمكن الفيروس من النسخ والاستمرار في الحياة. هذا النطاق يمكنه استخدام جزيء GDP لوضع غطاء وقائي على بداية RNA الفيروس، وهي عملية تم توثيق تفاصيلها بشكل جيد سابقًا.

لكن نطاق NiRAN يمكنه أيضًا استخدام جزيء مشابه يُعرف باسم GTP في آلية مختلفة لتشكيل الغطاء الواقي. كان العلماء حريصين على فهم تفاصيل هذا المسار الأخير لتطوير أدوية مضادة للفيروسات تغلق عمل نطاق NiRAN بشكل شامل.

التحقق من صحة النموذج الصيني

بعد نشر الورقة الصينية في 2022، أدرك الباحث جابرييل سمول بعض الخلل في البيانات المقدمة. وبعد أشهر من المحاولات للحصول على البيانات الأصلية، اكتشف سمول وفريقه أن النماذج الذرية لم تتوافق مع بيانات المجهر الإلكتروني البارد بشكل صحيح.

وجد سمول أن الجزيئات الأساسية التي زعم الفريق الصيني رؤيتها، مثل جزيء GTP المحاكي وذرة المغنيسيوم في موقع NiRAN النشط، لم تكن موجودة في الواقع. وأظهرت الاختبارات الإضافية أن وضع هذه الجزيئات في النموذج الأصلي كان يتعارض مع القواعد الكيميائية الأساسية.

الخاتمة

تعد هذه القضية تذكيرًا قويًا بأهمية التحقق الدقيق من النماذج العلمية قبل استخدامها في تطوير الأدوية، حيث يمكن أن تؤدي الأخطاء إلى إهدار الوقت والموارد. كما أن تصحيح الأخطاء في الأبحاث العلمية يُعتبر جزءًا أساسيًا من التقدم الحقيقي في العالم الواقعي. تنبيه المجتمع العلمي لمثل هذه الأخطاء يضمن أن الجهود المبذولة في تطوير الأدوية تكون مبنية على أسس صلبة ودقيقة.

Scroll to Top