العلم وراء دخان الفاتيكان: كيف يتم اختيار البابا الجديد

في الفاتيكان، يجتمع الكرادلة في مجمع انتخابي لاختيار خليفة للبابا الراحل. هذا الحدث يشد انتباه العالم نحو مدخنة صغيرة متصلة بكنيسة سيستينا، حيث يشير الدخان الأسود إلى جولات تصويت لم تكلل بالنجاح، بينما يعلن الدخان الأبيض عن انتخاب البابا الجديد. هذه الإشارات الدخانية قد تبدو وكأنها من عصر مضى، ولكنها في الواقع اختراع حديث نسبيًا يعود إلى عام 1903.

تاريخ استخدام الدخان في المجمع الانتخابي

تعود جذور استخدام الإشارات الدخانية في المجمع الانتخابي للبابا إلى بدايات القرن العشرين. وعلى الرغم من أن هذه الإشارات تبدو تقليدية، إلا أن الفاتيكان قد استشار خبراء علميين لضمان وضوح هذه الإشارات. في عام 2013، نشر الفاتيكان مكونات الخلطات الكيميائية المستخدمة في إنتاج الدخان الأبيض والأسود.

إشارات الدخان لم تكن دائمًا واضحة، فقد كانت بعض التركيبات السابقة تترك مجالًا للتفسير الخاطئ. ومع ذلك، فإن الوضوح كان الهدف الأساسي للفاتيكان في الانتخابات الأخيرة، حيث تم استشارة علماء الكيمياء لتحقيق هذا الهدف.

الكيمياء وراء الدخان الأسود

الدخان الأسود يعتبر الأسهل إنتاجًا، حيث ينتج عن احتراق أنواع مختلفة من الوقود العضوي. في عام 2013، كانت الوصفة المستخدمة تتكون من كلورات البوتاسيوم، الأنثراسين، والكبريت. تلعب كلورات البوتاسيوم دور المؤكسد الذي يوفر الأكسجين اللازم للاحتراق، بينما يعمل الأنثراسين كوقود.

يتميز الأنثراسين بصعوبة احتراقه، لذا يضاف الكبريت الذي يذوب في درجة حرارة منخفضة، مما يساعد في خلط المواد بشكل متجانس ويشجع على الاحتراق.

التحديات الكيميائية في إنتاج الدخان الأبيض

إنتاج الدخان الأبيض يشكل تحديًا كيميائيًا أكبر. يحتاج الفاتيكان إلى تجنب المواد المهيجة مثل كلوريد الزنك وكلوريد الأمونيوم، لذا تم استخدام كلورات البوتاسيوم، وسكر اللاكتوز، وراتنج الصنوبر المعروف بالقطران اليوناني.

تتفاعل كلورات البوتاسيوم مع السكر لتوليد حرارة كافية تساعد في تبخر الماء الموجود في راتنج الصنوبر، مما يخلق سحابة كثيفة من بخار الماء. هذه السحابة هي التي تعطي الدخان الأبيض لونه المميز.

الخاتمة

تاريخيًا، كانت إشارات الدخان وسيلة تقليدية للإعلان عن انتخاب البابا الجديد، ولكنها الآن تعتمد على العلم والكيمياء لضمان الوضوح والدقة. بينما قد يبدو هذا التقليد قديمًا، إلا أن الفاتيكان يجمع بين الإرث العريق والتكنولوجيا الحديثة لضمان عملية انتخابية سلسة وواضحة. إن فهم الكيمياء وراء هذه الإشارات يضيف بُعدًا جديدًا لتقدير هذه الطقوس الدينية العريقة.

Scroll to Top