اكتشاف مذهل في علم الحفريات: نظرة على نظام بيئي من العصور الثلاثية

في اكتشاف مثير يسلط الضوء على تفاصيل فترة تاريخية حاسمة، تمكن العلماء من الكشف عن موقع يحتوي على أحافير تعود إلى أواخر فترة العصور الثلاثية، والتي تقدم لنا لمحة عن نظام بيئي ديناميكي عاش قبل حوالي 209 ملايين سنة. هذا الموقع يضم مجموعات متنوعة من الحيوانات القديمة جنبًا إلى جنب مع الأنواع الحديثة التي بدأت في الظهور آنذاك، مثل الضفادع والسلاحف والزواحف المجنحة.

الأهمية التاريخية للموقع الأحفوري

يساهم هذا الاكتشاف في سد فجوة هامة في السجل الأحفوري تسبق انقراض نهاية العصر الثلاثي. في ذلك الوقت، أدت الانفجارات البركانية المرتبطة بانقسام القارة العظمى بانجيا إلى تغييرات مناخية هائلة قضت على حوالي 75% من الأنواع على الأرض. هذه الأحداث مهدت الطريق لمجموعات جديدة، مثل الديناصورات، لتتنوع وتسيطر على الأنظمة البيئية في جميع أنحاء العالم.

يعد الحصول على أدلة مباشرة على هذا التحول الأرضي أمرًا صعبًا بسبب نقص المواقع الأحفورية الأرضية من الفترة التي تسبق انقراض نهاية العصر الثلاثي. ومع ذلك، فإن حديقة بيتريفيد فورست الوطنية تعتبر واحدة من أفضل الأماكن للبحث عن هذه الأدلة بفضل طبقاتها الغنية بالأحافير الثلاثية والترسبات الملونة من الخشب المتحجر.

اكتشافات مذهلة في طبقة أوول روك

تعتبر طبقة أوول روك في الحديقة غنية بالرماد البركاني، مما مكن الباحثين من تأريخها إلى حوالي 209 ملايين سنة، ما يجعلها من أقدم الصخور في الحديقة. ومع ذلك، فإن هذه الصخور من الأقل دراسة في الحديقة بسبب مواقعها النائية، حيث لم تتلقَ نفس الاهتمام الذي تلقته الأعضاء الجيولوجية الأخرى في الحديقة.

في عام 2011، قادت فريقًا من الباحثين إلى هذه المنطقة النائية باحثة الجيولوجيا كاي بهرنزماير من المتحف الوطني للتاريخ الطبيعي، حيث كانوا يبحثون عن أحافير أسلاف الثدييات، وبدلاً من ذلك اكتشفوا موقعًا يحتوي على نظام بيئي كامل من العصر الثلاثي.

تفاصيل النظام البيئي المكتشف

كان مناخ المنطقة شبه الجاف يعبره قنوات نهرية صغيرة، وكانت عرضة للفيضانات الموسمية. إحدى هذه الفيضانات ربما تكون قد دفنت الكائنات التي تم حفظها في الموقع الأحفوري. الموقع غني بالأحافير الصغيرة، لدرجة أن استخراجها جميعًا في الحقل كان مستحيلاً. لذا قام الفريق بتغليف قطع كبيرة من الرواسب المحيطة بالجص وأخذوها لتحضيرها في المختبر.

تمكن الفريق من استخراج أكثر من 1200 حفرية فردية، بما في ذلك عظام وأسنان وحراشف أسماك وبراز متحجر. يحتوي هذا التجميع على 16 مجموعة مختلفة من الفقاريات التي كانت تعيش في نظام بيئي متنوع.

الخاتمة

يعد هذا الاكتشاف تعاونًا بحثيًا جديدًا بين المتحف الوطني للتاريخ الطبيعي وحديقة بيتريفيد فورست الوطنية. يعطينا نظرة ثاقبة على فترة حاسمة في تاريخ الأرض عندما بدأت الأنواع الجديدة تظهر وتزدهر إلى جانب الأنواع القديمة. هذه النتائج تثري معرفتنا بالتغيرات التي مرت بها الأنظمة البيئية في مراحلها المبكرة وتساعد في فهم أعمق للتحولات البيئية الكبرى التي شهدها كوكبنا.

Scroll to Top