اكتشاف تاريخي للأشجار الاستوائية المهددة بالانقراض في بورنيو

في دراسة حديثة نشرتها مجلة العلوم النباتية الأمريكية، توصل فريق من الباحثين إلى اكتشاف أحفوري يعتبر الأول من نوعه لأشجار استوائية مهددة بالانقراض، يعود تاريخها إلى ما لا يقل عن مليوني عام. هذا الاكتشاف يسلط الضوء على أهمية الحفاظ على هذه الأنواع النادرة التي كانت جزءًا من الغابات الاستوائية في آسيا لملايين السنين.

اكتشاف أحفوري نادر

تمكن فريق البحث، بالتعاون مع جامعة بروناي وعدد من الشركاء الدوليين، من تحديد أوراق متحجرة لنوع من الأشجار يعرف باسم دريوبالانوبس رابا، والمعروفة محليًا باسم كابور بايا. هذه الشجرة، التي لا تزال موجودة اليوم لكنها مصنفة كمهددة بالانقراض، توجد في الأراضي الخثية الغنية بالكربون في بورنيو، بما في ذلك بروناي.

قدم هذا الاكتشاف نافذة نادرة على التاريخ القديم للغابات الاستوائية الرطبة في آسيا. وفقًا لتينغشيانغ وانغ، طالب دكتوراه في كلية علوم الأرض والمعادن في جامعة بنسلفانيا، ومؤلف رئيسي في الدراسة، فإن وجود هذه الأدلة الأحفورية يبرز أهمية هذه الشجرة الرائعة في الغابات الطبيعية.

أهمية الحفريات في فهم التاريخ البيئي

بينما تحتوي مناطق الأمازون وأفريقيا على سجلات أحفورية غنية، فإن السجل الأحفوري للغابات الاستوائية الرطبة في آسيا كان نادرًا حتى الآن. البروفيسور بيتر ويلف، أستاذ علوم الجيولوجيا في جامعة بنسلفانيا وأحد المؤلفين المشاركين، أكد على أهمية هذا الاكتشاف في سد هذه الفجوة التاريخية.

تمكنت الفرق البحثية من تحديد الأحافير من خلال تحليل المظاهر المجهرية للكتيلات الورقية المحفوظة، التي أظهرت تطابقًا مثاليًا مع شجرة دريوبالانوبس رابا الحديثة حتى في أدق التفاصيل الخلوية.

التحديات البيئية وضرورة المحافظة

تلعب الأشجار الديبتروكارب، التي تعتبر العائلة الشجرية المهيمنة في الغابات المطيرة الآسيوية، دورًا حيويًا في تخزين الكربون والحفاظ على التنوع البيولوجي. ومع ذلك، فإنها تواجه تهديدات متزايدة بسبب إزالة الغابات وتدمير الموائل. هذا الاكتشاف يضيف بُعدًا جديدًا لجهود الحفاظ عليها، حيث يكشف عن جذورها التاريخية العميقة.

أوضح وانغ أن الحفاظ ليس فقط على الأنواع الحديثة بل أيضًا على الناجين القدامى الذين كانوا عناصر رئيسية في أنظمتهم البيئية الفريدة لملايين السنين. هذه الرؤية التاريخية تجعل الشجرة المهددة وموائلها أكثر قيمة بالنسبة لجهود الحماية البيئية.

التعاون الدولي وأهمية البحث العلمي

أشار ويلف إلى أن مجموعة الأبحاث النباتية الأحفورية في جامعة بنسلفانيا تكتشف أحافير مثيرة مع شركائها الدوليين في عدة دول جنوب شرق آسيا، مما يضيء التاريخ المجهول للغابات الاستوائية المهددة في المنطقة.

تضمنت الدراسة تعاونًا مع خريجي جامعة بنسلفانيا: مايكل دونوفان من متحف الحقل، وشيانغيو زو من جامعة كاليفورنيا سان دييغو. كما شارك في التعاون خبراء من مؤسسات أخرى مثل أنطونينو بريغوليو من جامعة جنوة، ولاسلو كوكيس من جامعة لوزان، وفيري سيلك من جامعة بروناي دار السلام.

تم دعم البحث من قبل مؤسسة العلوم الوطنية الأمريكية ومنح بحثية من جامعة بروناي دار السلام ومنحة بذور من معهد بنسلفانيا للطاقة والبيئة.

الخاتمة

إن فهم تاريخ الغابات الاستوائية ضروري للحفاظ عليها، خاصة مع تراجع العديد من الأنواع الرئيسية بسرعة. يوفر هذا الاكتشاف الأساس التاريخي الضروري لحماية الأشجار الأساسية في آسيا الاستوائية، والتي تتلاشى بسرعة، مثل الديبتروكارب. من خلال هذا البحث، أُضيفت معلومات قيمة تسهم في استراتيجيات الحفظ البيئي وتسلط الضوء على أهمية التعاون الدولي في مجال الأبحاث العلمية.

Scroll to Top