اكتشاف أحفورة غير مسبوقة: لغز الفقرة الفقارية التي قادت إلى نوع جديد من السحالي

في دراسة جديدة نُشرت في مجلة علم الأحافير، تم الكشف عن اختراق علمي مذهل بفضل فقرة فقارية يبلغ عرضها نصف بوصة فقط، اكتُشفت في أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين. هذا الاكتشاف حير العلماء لمدة 20 عامًا حتى تمكن الباحث جايسون بورك من فك لغزه في نهاية المطاف.

البداية مع لغز الفقرة

بدأت القصة عندما وجد جايسون بورك، الذي يعمل الآن كفني تحضير أحافير في قسم علم الأحافير الفقارية بالمتحف، الفقرة الغريبة في مجموعة المتحف. كانت الفقرة محيرة للغاية بالنسبة له، حيث لم يتمكن من تحديد ما إذا كانت تنتمي إلى سحلية أو ثعبان. لكن الفقرة ظلت في ذهنه لسنوات عديدة، مما دفعه للعودة إليها مرارًا وتكرارًا.

اكتُشفت الفقرة في منجم طين شمال حدود فلوريدا بعد أن أبلغ فريق العمل المحلي علماء الأحافير بالمتحف عن الاكتشاف. ومع اقتراب موعد إغلاق المنجم، عمل العلماء بسرعة لجمع أكبر عدد ممكن من الأحافير ونقلها إلى المتحف، حيث ظلت الفقرة غير معروفة الهوية في التخزين.

الاكتشاف المفاجئ

في وقت لاحق، بينما كان بورك يبحث في دراسات جديدة، عثر على صورة لفقرات التاجو، وهنا أدرك على الفور أن الفقرة الغامضة كانت بالفعل تنتمي إلى تاجو. لكن الأمر لم يكن بهذه السهولة، إذ كان على بورك تقديم أدلة تدعم اكتشافه، خاصة أن علماء الأحافير يعتمدون عادة على عدة عظام لتحديد هوية الكائن.

لذلك استعان بزميله إدوارد ستانلي، مدير مختبر التصوير الرقمي بالمتحف، الذي استخدم تقنية تعلم الآلة الجديدة لقياس وتحليل الفقرة باستخدام التصوير المقطعي المحوسب.

التكنولوجيا في خدمة الأحافير

استفاد الفريق من مشروع openVertebrate (oVert) الذي يوفر مجموعة ضخمة من الصور ثلاثية الأبعاد للفقاريات. استخدم ستانلي تقنية طورها آرثر بورتو لتحديد النقاط المميزة للفقرات الأخرى في قاعدة البيانات ومقارنتها مع الفقرة التي وجدوها.

وبعد تحليل البيانات، أكدوا أن الفقرة تتطابق مع فقرات التاجو، وحددوا موقعها الأصلي في منتصف العمود الفقري للسحلية. ومع ذلك، لم تكن الفقرة مطابقة تمامًا لأي من العينات المعروفة، مما يعني أنهم اكتشفوا نوعًا جديدًا من السحالي الذي أطلقوا عليه اسم Wautaugategu formidus.

الظروف المناخية وتأثيرها

يعود تاريخ الفقرة إلى فترة دافئة جدًا في تاريخ الأرض تُعرف بالذروة المناخية للميونسين الأوسط. في ذلك الوقت، كانت مستويات البحر أعلى بكثير من اليوم، ومعظم فلوريدا كانت تحت الماء. من المحتمل أن المناخ الدافئ قد شجع التاجو على السفر من أمريكا الجنوبية إلى جورجيا الحالية.

لكن مع برودة المناخ، لم تتمكن هذه السحالي من البقاء على قيد الحياة لفترة طويلة، حيث أن تكاثرها يعتمد بشكل كبير على درجة الحرارة.

الخاتمة

يمثل هذا الاكتشاف خطوة هامة في فهم تاريخ الأحافير والعوامل المناخية التي أثرت على التنوع البيولوجي للأرض. من خلال استخدام التكنولوجيا الحديثة مثل النمذجة ثلاثية الأبعاد والذكاء الاصطناعي، يمكننا تسريع عملية تحديد الأحافير وفهم المزيد عن الكائنات التي سكنت الأرض في العصور القديمة. مع توسع قواعد البيانات المفتوحة والوصول العالمي إلى البيانات، يمكن أن يؤدي هذا التقدم إلى إنشاء قاعدة بيانات عالمية لتحديد الأحافير، مما سيحدث ثورة في مجال علم الأحافير.

Scroll to Top