في اكتشاف حديث، كشف العلماء عن آلية تغذية فريدة لم تكن معروفة من قبل في الأسماك ذات الزعانف الشعاعية القديمة، تتعلق بالسمكة الأحفورية Platysomus parvulus. هذا الاكتشاف، الذي نُشر في مجلة Biology Letters، أظهر أن هذه السمكة كانت تمتلك نظامًا معقدًا من الأسنان يمكّنها من سحق ومضغ الأغذية الصعبة مثل الأصداف والحشرات.
تفاصيل الاكتشاف الأحفوري
تم اكتشاف الأحفورة في تكوينات الصخور الكربونية في مقاطعة ستافوردشاير في المملكة المتحدة. استخدم فريق البحث الدولي تقنيات التصوير المقطعي المحوسب عالية الدقة لإعادة بناء التركيب الداخلي لهذه الأحفورة، مما أتاح لهم فحص التفاصيل الدقيقة لهيكل الفم.
أظهرت النتائج وجود ترتيب معقد من صفيحات الأسنان على سقف الفم والهيكل الخيشومي، مما يشير إلى مرحلة انتقالية في تطور أنظمة التغذية الأكثر تقدمًا في الأسماك اللاحقة مثل مجموعة Bobasatrania.
التطور بعد انقراض الديفوني المتأخر
أشار البروفيسور سام جايلز من جامعة برمنغهام إلى أن هذا الاكتشاف يساعد في فهم كيفية تطور الأسماك بعد انقراض الديفوني المتأخر، الذي قضى على العديد من الأنواع. بعد هذا الحدث، بدأت الأسماك في تغيير وتطوير أشكال أجسامها وطرق تغذيتها.
يعتبر نظام “العضة اللسانية” واحدة من العديد من الابتكارات في التغذية التي ظهرت خلال تلك الفترة، حيث تطورت هذه الأنظمة عدة مرات في مجموعات مختلفة من الأسماك، بما في ذلك الأسماك الحديثة مثل السلمونيات وأسماك العظام.
دور العضة اللسانية في البقاء
تعمل آلية العضة اللسانية من خلال مجموعتين متقابلتين من الأسنان، واحدة في سقف الفم والأخرى في الهيكل الخيشومي، بحيث تعمل معًا للإمساك بالفريسة وسحقها. هذه الآلية تُظهر كيف أن الأسماك القديمة كانت تتكيف مع بيئاتها وتطور استراتيجيات تغذية جديدة للبقاء.
أوضح الدكتور ماثيو كولمان من جامعة لويزفيل أن Platysomus parvulus يمثل حلقة مفقودة بين الأسماك البسيطة ذات الفك والأنواع الأكثر تقدمًا التي تعتمد بالكامل على العضة اللسانية.
أهمية الاكتشاف في فهم البيئات القديمة
البروفيسور مات فريدمان من جامعة ميتشيغان أشار إلى أن هذا الاكتشاف يدعم نموذجاً للابتكار السريع في الأسماك ذات الزعانف الشعاعية بعد انقراض الديفوني. يمثل Platysomus parvulus خطوة تطورية مهمة تساعد في فهم كيفية عمل النظم البيئية القديمة وكيف نشأت السلالات الحديثة للأسماك.
الخاتمة
يمثل اكتشاف Platysomus parvulus خطوة كبيرة في فهم تطور الأسماك وابتكاراتها في أنظمة التغذية. من خلال دراسة هذه الأحفورة، تمكن العلماء من تحديد كيفية تكيف الأسماك القديمة مع بيئاتها المتغيرة وتطوير آليات جديدة للبقاء. يعكس هذا الاكتشاف أهمية البحث عن الأحافير في فهم تطور الحياة على الأرض وتكيف الكائنات الحية مع التغيرات البيئية.
