في دراسة حديثة نُشرت في مجلة Palaeontologia Electronica، توصل الباحثون إلى نتائج قد تؤدي إلى إعادة تقييم كيفية إعادة بناء الأنظمة البيئية القديمة، مما يساعدنا على فهم تاريخ الأرض بشكل أفضل وكيف يمكن لتغيرات التنوع البيولوجي في الماضي أن تؤثر على الحياة الحالية والمستقبلية.
مشكلة دقة التأريخ في متنزه الديناصورات الإقليمي
يُعتبر متنزه الديناصورات الإقليمي موقعًا تراثيًا عالميًا لليونسكو، إذ يحوي سجلاً فريداً من الأحافير الديناصورية من العصر الطباشيري المتأخر. لسنوات عديدة، اعتمد علماء الحفريات على حدود صخرية مميزة، وهي نقطة الاتصال بين تكوينات أولدمان ومنتزه الديناصورات، كمرجع لتقدير أعمار المحاجر الأحفورية في المتنزه.
لكن الطريقة التقليدية كانت تقدم تقديرات تقريبية للعمر بدلاً من تواريخ دقيقة، على عكس طرق التأريخ المطلق التي تستخدم العناصر المشعة في الصخور لتحديد الأعمار بشكل دقيق.
الكشف عن تقلبات الارتفاع في الحدود الصخرية
كشفت الدراسة الجديدة أن هذه الحدود تتقلب في الارتفاع بمقدار يصل إلى 12 مترًا على مسافات قصيرة، مما يضيف مستوى من عدم اليقين يمكن أن يغير تفسيرنا لتوقيت ظهور الأنواع المختلفة.
ووفقًا للباحث الرئيسي ألكسندر ديميرس-بوتفين، فإن تقلب نقطة المرجع نفسها يمكن أن يجعل تقديرات أعمار الأحافير الفردية غير دقيقة بشكل كبير.
بناء جدول زمني أكثر دقة
لمعالجة هذه الشكوك، استخدم ديميرس-بوتفين وزميله البروفيسور هانس لارسون طائرات بدون طيار لالتقاط حوالي ألف صورة عالية الدقة لموقع أحفوري رئيسي في المتنزه. تم معالجة هذه الصور باستخدام تقنية تسمى التصوير الفوتوغرافي الهيكلي، مما سمح للفريق ببناء نموذج ثلاثي الأبعاد دقيق للتضاريس مع تحديد المواقع باستخدام إحداثيات GPS المقاسة في الميدان.
أظهرت النتائج أنه يمكن تقدير أعمار الأحافير من خلال تحديد طبقاتها الرسوبية المصدر وتتبعها عبر مسافات طويلة حيثما أمكن ذلك. يشير الباحثون إلى أن هذه الطريقة في التأريخ قد تكون أكثر موثوقية من الاعتماد على الحدود بين تكوينات أولدمان ومنتزه الديناصورات، لأنها لا تتطلب قياسات الارتفاع التي ثبت الآن أنها تتغير بعدة أمتار في مناطق مختلفة من المتنزه.
الخاتمة
في الختام، تفتح هذه الدراسة الباب أمام نهج أكثر دقة لفهم كيفية تعاقب أنواع الديناصورات المختلفة عبر الزمن. من خلال رسم خرائط لهذه الطبقات الرسوبية على نطاق أوسع، يمكننا تطوير صورة أوضح عن تحولات التنوع البيولوجي في نظام بيئي بري قديم. هذا الاكتشاف لا يساعد فقط في إعادة تشكيل فهمنا للتاريخ الطبيعي، لكنه أيضًا يساهم في تحسين دقة الدراسات المستقبلية حول الأنظمة البيئية القديمة.