لطالما نظرنا إلى تغييرات سطح الأرض على أنها نتيجة للتفاعلات بين الصفائح التكتونية، والرياح، والمياه. ومع ذلك، تكشف أبحاث حديثة أن الحيوانات تلعب دورًا هامًا في تشكيل المناظر الطبيعية، وهو ما لم يكن مُقدّرًا حق تقديره من قبل.
قوة الطبيعة المفقودة
تشير دراسة حديثة إلى أن الأنواع البرية من الحيوانات المائية والبرية، مثل السلمون والفيلة، تستخدم طاقة تصل إلى 76,000 جيجا جول سنويًا لتغيير الأراضي المحيطة بها. هذه الكمية الضخمة من الطاقة تعادل تأثير آلاف الفيضانات الشديدة.
على الرغم من أن حيوانات مثل القنادس مشهورة بقدراتها الهندسية، إلا أن بقية الحيوانات غالبًا ما تُعتبر مجرد فضوليات غير مؤثرة عالميًا. وهذا ما تسعى الدراسة لتحديه.
علم الشكل الحيواني الجيولوجي
يدرس علم الجيومورفولوجيا تطور الأشكال الأرضية، وعندما تكون التغييرات ناتجة عن الحيوانات، يضاف مصطلح آخر وهو الجيومورفولوجيا الحيوانية. في عام 1992، صاغ ديفيد باتلر هذا المصطلح ليوضح تأثير الحيوانات على تشكيل الأرض.
في مثال له، درس تأثير الدببة في متنزه الجليدي الوطني حيث نقلت التربة أثناء البحث عن الطعام وحفر جحورها.
تأثيرات حيوانية مذهلة
رغم ندرة البيانات في الماضي، وجد الباحثون الآن معلومات كافية لتحليل 500 نوع من الحيوانات. على سبيل المثال، تُنشئ أفراس النهر قنوات نهرية جديدة تمامًا، بينما توسع جراد البحر ضفاف الأنهار القائمة.
كذلك، تغطي التلال التي تبنيها النمل الأبيض مساحة بحجم أيسلندا في البرازيل، مما يبرز كمية التربة الهائلة التي تُنقل.
تقدير أقل من الواقع
يشير الباحثون إلى أن تقدير 76,000 جيجا جول قد يكون أقل من الواقع، حيث استُبعدت مناطق تنوع بيولوجي كبيرة في إفريقيا وأمريكا الجنوبية وآسيا بسبب قلة الدراسات المنشورة فيها. هذا الاكتشاف يمكن أن يكون لحظة فريدة للمجتمع العلمي لإعادة النظر في دور الحيوانات في تشكيل الأرض.
الخاتمة
تسلط هذه الدراسة الضوء على الدور الغير متوقع للحيوانات في تغيير المناظر الطبيعية. من خلال استعراض أمثلة متعددة، يتضح أن الحيوانات ليست مجرد مخلوقات تعيش في بيئاتها، بل هي قوى نشطة تسهم في تحول الأرض بطرق لم تكن مقدرة من قبل. هذه النتائج تدعو لإعادة تقييم فهمنا لكيفية تشكيل الأرض، ومزيد من الأبحاث في هذا المجال قد يكشف عن تأثيرات أخرى غير معروفة للحيوانات على سطح الكوكب.